الاثنين، 29 ديسمبر 2008

في نهاية العام المنصرم خرج علينا أحد أقطاب الحزب الحاكم وأحد مروجي سياساته- والذي اعتلى مقعده في مجلس الشعب بالتزويرعلى حساب مرشح التيار الإسلامي- ليعلن أن مصر لن تسمح بقيام دولة إسلامية على حدودها الشرقية، ( وهو بطبيعة الحال يعني حكومة حماس).
ومصر التي لن تسمح ليست مصر التي نعرفها نحن جموع الشعب المصري، ويعرفها القاصي والداني ، ولكنها مصر الانتخابات الباطلة وحزب الأقلية البغيض الذي استنفذ كل رصيده لدى شعبه وانكشفت سوأته أمام العالم أجمع ولا يستمد بقاءه إلا من أحكامه العسكرية، وعصى أمنه المركزي، ومباركة أعداء شعبه.
وقبل ساعات من بدء الهجمة البربرية على إخواننا المجاهدين في غزة خرجت علينا إحدى حفيدات أبناء القردة والخنازير لتعلن من أرض الكنانة أن ما تقوم به إسرائيل هو تلبية لاحتياجات المنطقة .
وهكذا تتناغم السياسات ، وهو ما عبر عنه وزير خارجية الحزب الحاكم بابتسامته الصفراء المعهودة وتعبيراته الناعمة التي لا نراها إلا مع العدو الصهيوني .
ووجدتني أتذكر الماضي البعيد في 67 ، وكيف استعد عبد الناصر لهذه الحرب بإعدام الشرفاء أمثال سيد قطب ، وتشريد المئات من أسر التيار الإسلامي في مصر في ذلك الوقت، وكيف حاصر شعبه وأفسد عليه حياته وأضاع ثرواته ، وجاءت الحرب وانهزم عبد الناصر داخلياً وخارجياً ، فحاصرته مراكز القوى من الداخل ، وحاصرته إسرائيل والعالم الغربي من الخارج ، وضاعت القدس من أيدي العرب والمسلمين في أقسى وأسرع وأذل هزيمة عرفها التاريخ الحديث. وقال أحد الحكماء في ذلك الوقت " ما كان الله لينصر من قتل سيد قطب" وكانت النتيجة أن مات عبد الناصر مهزوماً مقهوراً ، بينما أفرزت سجونه ومعتقلاته ما عرف بعد ذلك في السبعينات بالجماعات الإرهابية المتشددة نتيجة للقهر والتعذيب... وياليتهم يتعظون.
ووجدتني أتذكر كذلك كيف انهزمت روسيا على أيدي المجاهدين الضعفاء في أفغانستان ، واندحرت وتلاشت ثاني أعظم امبراطورية في التاريخ الحديث، وكانت نتيجة هذه الحرب، والقهر الذي تعرض له الشعب الأفغاني أن أفرزت جماعات أكثر تشدداً وتمسكاً ، وهو ما رأينا تداعياته في الحادي عشر من سبتمبر ، وهكذا لا يولد القهر إلا تشدداً وتطرفاً... وياليتهم يفقهون.
ووجدتني أتذكر ما حدث لصدام حسين حين قهر شعبه وامتلأت سجونه ومعتقلاته بالشرفاء المخلصين المعارضين لسياساته العوجاء ، وكيف سلمه معاونوه رخيصاً ذليلاً لأعدائه ، وكان عبرة لمن يعتبر.. وياليتهم يعقلون.
ورأيتني أتذكر كذلك كيف خرج حزب الله من حرب 2006 أكثر قوة وإرادة رافعاً هامته أمام العالم ، وكيف أن إسرائيل بجيوشها وعتادها خرجت تجر أذيال العار والهزيمة وانهزمت أمام بضعة مئات من المخلصين الشرفاء رغم دعم العالم الغربي، وتخاذل وتواطؤ الأنظمة العربية.
إذن لتقضي إسرائيل على حماس إن استطاعت ، بمباركة وتضامن آمريكا والعالم الغربي ، وتواطؤ وتخاذل العالم العربي والإٍسلامي ولكن ماذا بعد حماس ؟
لقد انهزمت روسيا في أفغانستان واندحرت واندثرت ، وانهزمت آمريكا في العراق وفي أفغانستان، وأوشك اقتصادها أن ينهار ومن ورائه اقتصاد العالم كله ، بينما لم تستطع أن تحقق أياً من أهدافها التي خاضت تلك الحروب من أجلها ، فلا هي قضت على الإرهاب ، ولاهي استفادت من نهب بترول العراق وسوف تنكسر وتندحر وتندثر بإذن الله.
"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، والله مع الصابرين".
اللهم إنك تعلم أن هؤلاء الشرفاء الضعفاء المغلوبين على أمرهم المنبوذين من العالم أجمع القريب منه والبعيد العدو منه والصديق،هم الفئة الوحيدة التي تدافع عن شرف هذه الأمة ، وهم الذين يرفعون راية الجهاد في سبيلك اللهم إن تهلكهم فإنهم عبادك وإن ترحمهم فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة. اللهم إنا نرجو رحمتك ، ونثق بنصرك ،ألا إن نصر الله قريب ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
فستذكرون ما أقول لكم ، وأفوض أمري إلى الله ، والله بصير بالعباد.

ليست هناك تعليقات: