الخميس، 5 فبراير 2009

حكمة الأنظمة وطيش المقاومة!

في أول عهد الدعوة الإسلامية قام الكفار باضطهاد المسلمين الأول خوفاً على كيانهم ومراكزهم ، فهم أرادو للعبيد والضعفاء أن يظلوا تحت سيطرتهم ، وأن ينبذوا الدعوة التي تطهرهم وتساوي بينهم وبين ساداتهم . تجعلهم سواسية أمام الله تعالى لا فرق لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بتقوى الله.

وفي المقابل ماذا يقدم صناديد الكفر لهؤلاء المغلوبين على أمرهم؟ لا شئ سوى أن يظلوا عبيداً مقهورين خاضعين لشهوات أصحاب السطوة والسلطان ليس لهم شأن ولا مستقبل ولا قيمة في المجتمع إلا أن يكونوا أتباع أذلاء لساداتهم .

واليوم بعض الأنظمة العربية تريد من فصائل المقاومة الأبية أن تخضع لنفوذ هذه الأنظمة وتستجيب لرغباتها وأهوائها ، لا يريدون لها أن تمتلك السلاح لكي تدافع عن وجودها ، وعن شعبها ، لا يريدون لها أن تلجأ إلي سوريا أو إيران؛ لأن إيران ليست دولة عربية ، وسوريا دولة مارقة – تبعاً للتصنيف الأمروإسرائيلي.

إذن ما البديل الذي قدمته هذه الأنظمة لفصائل المقاومة؟

هل قدمت لها السلاح لكي تدافع عن أبنائها ونسائها وأرضها وحرماتها.

هل استطاعت تلك الأنظمة ان تقنع العالم الغربي - شعوبه وحكوماته- أن يكيل بمكيال العدل ، بل بمكيال الإنسانية تجاه الأطفال والنساء الذين يقتلون وتنتهك إنسانيتهم بين الحصار والدمار؟

هل استطاعت أن ترفع الحصار – الذي شاركت فيه بفاعلية منقطعة النظير- عن كاهل هؤلاء المطحونين المحاصرين براً وبحراً وجوأ ؟

إذن لماذا تلجأ حماس إلى إيران غير العربية وسوريا المارقة؟

لماذا لا تنتظر حماس الحل العربي؟

لماذا لا تنتظر قليلاً أو كثيراً حتى يحل العرب مشاكلهم في مؤتمر من المؤتمرات التي تعقد كل عام بلا جدوى وتخرج بقرارات هزيلة؟

ولماذا حارب أهل غزة؟

ألم يكن في استطاعتهم أن يصبروا قليلاً على الجوع والعطش والذل والهوان والقتل والأسر إلى أن تتبوأ الإدراة الأمريكية الجديدة مركزها ، فلعلها ترأف بحالهم ؛ فتتشاور مع حليفتها إسرائيل فلربما تأذن لهم في جرعة ماء أو في يسير من الطعام أو قليل من الدواء أو تكف عن أسرهم وقتلهم إلى حين؟

ما الذي كان يضيرهم لو أنهم صبروا قليلاً حتى يلتئم شمل الأنظمة العربية وتحدث المصالحة ويجتمع الشرق و الغرب والشمال والجنوب والشمس والقمر والصيف والشتاء فتتوحد كلمتهم ثم بعد ذلك يجتمعوا ليقرروا ما إذا كان يكفيهم الشجب ، أو أنهم يحتاجون إلى قمة عربية ، أو يلجأون - على استحياء- إلى مجلس الأمن كي يوضحوا للعالم ما حدث ويحدث في غزة ، فإذا استخدمت أمريكا حق الفيتو – وهو من حقها لا مناص- عادوا مرة أخرى ليعدلوا صيغة القرار ويخفضوا سقف مطالبهم لعلهم يحصلون في النهاية على قرار يرضي هوى إسرائيل فتتغاضى أمريكا عن استخدام حقها الشرعي في الاعتراض لصالح إسرائيل ، وتسمح بمرور القرار ، بينما تكتفي بالامتناع عن التصويت معلنة -ضمناً- عدم رضاها الكامل عن القرار رغم كونه قراراً هزيلاً ، وبذلك يحقق العرب النصر الموعود؟!

ولكنكم يا أهل غزة قوم تستعجلون.

تتجاوزون الحكمة والحنكة والعقلانية والتروي والحلم الذي اختص الله به من دون الناس الرؤساء والملوك والسلاطين والشيوخ والأمراء ، وتلجأون إلى ألعاب صبيانية لا تجر عليكم سوى الدمار والخراب والهلاك.

ألم يكن الأولى بكم أن تصبروا حتى يتحرك الحكماء في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب بدلاً من أن تلقوا بأنفسكم وأهليكم إلى التهلكة والدمار؟

كيف تلحقون بأنفسكم عار اللجوء إلى الدول المارقة التي تثير حفيظة إسرائيل وأمريكا والعالم الغربي المتحضر، بل والعالم العربي بالتبعية ، وكل ذلك من أجل بضعة ألعاب نارية لا تجر عليكم سوى الخراب والدمار؟

إن المقاومة الحقيقية تكمن في مقاومة الإغراءات التي يحاولون أن يزينوها لكم.

إن الصمود الحقيقي يكمن في قدرتكم على قهر الجوع والعطش والذل والهوان الذي يمليه عليكم أعداؤكم حتى يغير الله تعالى ما بأنفسهم ، ومن يدري ، فإسرائيل ظلت مصنفة كدولة إرهابية- رغم رعاية أمريكا والعالم الغربي لها- إلى أن جاءت مبادرة السلام ، فأخرجتها من مظلة الدول الإرهابية إلى دولة تدعو إلى السلام ويحصل فيها مناحم بيجين مجرم الحرب العتيد على جائزة نوبل للسلام ، فهي لا تطالب بشئ سوى أمنها وأمن مواطنيها من الدول المارقة والجماعات الإرهابية المنتشرة في العالم العربي الذي يحيط بها من كل مكان ، والذي يريد أن يحرقها بالألعاب النارية المحرمة دولياً ، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل كدعوات الأرامل والثكالى؛ والحجارة بعيدة المدى التي يستخدمها الأطفال ضد جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والعتاد والدروع الواقية ، والتي كشفت عنها مصادر المخابرات الإسرائيلية ؛ مما اضطرها هي الأخرى إلى استخدام أسلحة محرمة دولياً دفاعاً عن وجودها.

ليست هناك تعليقات: